Page 106 - web
P. 106
جامعة نايف العربية.. الأخـــــــــــيرة
والدور الريادي في مكافحة الإرهاب عرب ًيا ودول ًيا
انطلا ًقـا مـن الرسـالة الأمنيـة لجامعـة نايـف العربيـة للعلـوم الأمنيـة ،لكونهـا الجهـاز العلمـي لمجلـس
وزراء الداخليـة العـرب ،فقـد اضطلعـت الجامعـة بـدور فاعـل ورئيـس في تنفيـذ الإسرتاتيجيات
والخطط العربية لمكافحة الإرهاب خاصة بعد أن غدا «الإرهاب» ظاهرة عالمية ،تهدد الأمن والسلم
الدوليني.
وبتوجيهات دائمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير
الداخليـة الرئيـس الفخـري لمجلـس وزراء الداخليـة العـرب رئيـس المجلـس الأعىل للجامعـة وإخوانـه
أصحـاب السـمو والمعـالي وزراء الداخليـة العـرب فـإن موضـوع الإرهـاب يـأتي عىل رأس القضايـا التـي
تحـرص الجامعـة عىل معالجتهـا بأسـاليب علميـة مدروسـة مـن خالل برامجهـا وأنشـطتها المختلفـة،
وقـد اعتمـدت الجامعـة نه ًجـا علم ًّيـا في سـعيها لتفعيـل الإسرتاتيجية العربيـة لمكافحـة الإرهـاب،
وقامت بتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج العلمية في سبيل مكافحة الإرهاب والتوعية بأخطاره
والحـد مـن آثـاره والوقايـة منـه.
أن تخصـص موضـوع العـدد ( )438مـن المجلـة لتسـليط الضـوء عىل الإنجـازات ويسـر
العربيـة في هـذا المجـال ،وأن تضـع بني يـدي القـارئ الكريـم بع ًضـا مـن الجهـود التـي ُبذلـت في مجـال
تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الإرهاب والتطرف ،في وقت تشهد فيه المنطقة العربية والعالم عمليات إرهابية اتسعت دوائرها وتعددت
أهدافها ,واستغل منفذوها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحديثة لتنفيذ نشاطاتهم الإجرامية ،وتجنيد الشباب ،وإطلاق الإشاعات
والحـرب النفسـية لترهيـب النـاس وزعزعـة الأمـن والاسـتقرار وصـولاً لتنفيـذ مآربهـم المتطرفـة وأهـداف الجهـات التـي تقـف خلفهـا.
كمـا تبـذل جامعـة نايـف العربيـة للعلـوم الأمنيـة جهـو ًدا متصلـة لتعزيـز الأمـن الفكـري إدراكاً منهـا لأهميتـه ،لكونـه أحـد أبـرز العوامـل التـي
تسـهم في مجابهـة الانحـراف الفكـري والظواهـر الاجتماعيـة التـي تؤثـر عىل تنميـة وتقـدم المجتمعـات ،وانطلاقـاً مـن ذلـك فـإن برنامـج عمـل
الجامعـة يتضمـن باسـتمرار العديـد مـن البرامـج الهادفـة لتعزيـز الأمـن الفكـري ،واسـتحدثت الجامعـة برنامـج الدبلـوم العـالي في مكافحـة
الإرهـاب ،كمـا حثـت طلابهـا عىل دراسـة ومناقشـة هـذه القضيـة مـن كافـة أبعادهـا مـن خالل الرسـائل العلميـة ،إضافـة إلى عقـد الـدورات
التدريبيـة والنـدوات والأنشـطة العلميـة ،وقـد أسـهمت مـن خالل هـذه البرامـج والرسـائل
العلميـة في نشـر ثقافـة الأمـن الفكـري عىل المسـتوى العربـي وإبـراز جهـود الـدول العربيـة في دعـم الأمـن والسـلم الدوليني فضالً عـن التعريـف
بالأسـس الشـرعية والقانونيـة للانحـراف الفكـري وتجريمـه.
هـذا إلى جانـب إصـدار العديـد مـن الدراسـات والإصـدارات العلميـة التـي بحثـت قضايـا الإرهـاب مـن جوانبهـا المختلفـة ،وترسـيخ الأمـن الفكـري
ومواجهـة الفكـر المنحـرف تحقيقـاً لرسـالة الجامعـة في نشـر الأمـن بمفهومـه الشـامل.
وتسعى الجامعة كذلك لتطوير وتعزيز التعاوني العربي الدولي لمكافحة هذه الجرائم مستفيدة في ذلك من شراكاتها الدولية الواسعة مع
مختلف المنظمات الدولية المختصة بمكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية ذات العلاقة في مختلف دول العالم.
لقـد ظلـت الجامعـة تؤكـد دو ًمـا أن الإرهـاب لا ديـن لـه ولا وطـن ولا يعرتف بالحـدود ولا يفـرق بني مجتمـع وآخـر ،وقـد تأكـد ذلـك مـن خالل
العديـد مـن الجرائـم الإرهابيـة التـي ارتكبـت في مختلـف أنحـاء العالـم مـا يسـتدعي ضـرورة العمـل الاسـتباقي الوقـائي لمكافحـة هـذا الفكـر
المنحرف ،وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تفعيل دور كافة مؤسسات المجتمع الأمنية والتربوية والتعليمية والدينية وغيرها ،فالوقاية خير
مـن العالج وهـي أقـل تكلفـة ماليـة وبشـرية.
ر ٔيس التحرير
وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية
خالد بن عبد العزيز الحرفش
106